الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **
وقال ابن المأمون: فأما التوابل العالي منها والدون فإنها جملة كثيرة ولم يقع لي شاهد بها بل إنني اجتمعت بأحد من كان مستخدمًا في خزانة التوابل فذكر أنها تشتمل على: خميسن ألف دينار في السنة وذلك خارج عما يحمل من البقولات وهي باب مفرد مع المستخدم في الكافوري والذي استقر إطلاقه على حكم الاستيمار من الجرايات المختصة بالقصور والرواتب المستجدة والمطلق من الطيب ويذكر الطراز وما يبتاع من الثغور ويستعمل بها وغير ذلك. فأولها: جراية القصور وما يطلق لها من بيت المال إدرارًا لاستقبال النظر المأموني: ستة آلاف وثلثمائة وثلاثة وأربعون دينارًا تفصيله: منديل الكم الخاص الآمري في الشهر: ثلاثة آلاف دينار عن مائة دينار كل يوم أربع جمع الحمام في كل جمعة: مائة دينار أربعمائة دينار وبرسم الإخوة والأخوات والسيدة الملكة والسيدات والأمير أبي علي وإخوته والموالي والمستخدمات ومن استجد من الأفضليات ألفان وتسعمائة وثلاثة وأربعون دينارًا ولم يكن للقصور في الأيام الأفضلية من الطيب راتب فيذكر بل كان إذا وصلت الهدية والجاوي من البلاد اليمنية تحمل برمتها إلى الإيوان فينقل منها بعد ذلك للأفضل والطيب المطلق للخليفة من جملتها فانفسخ هذا الحكم. وصار المرتب من الطيب مياومة ومشاهرة على ما يأتي ذكره ما هو برسم الخاص الشريف في كل شهر ند مثلث: ثلاثون مثقالًا عود صيفي: مائة وخمسة دراهم كافور قديم: خمسة عشر درهمًا عنبر خام: عشرة مثاقيل زعفران: عشرون درهمًا ماء ورد: ثلاثون رطلًا برسم بخور المجلس الشريف في كل شهر في أيام السلام ند مثلث: عشرة مثاقيل: عود صيفي: عشرون درهمًا كافور قديم: ثمانية دراهم زعفران شعر: عشرة دراهم ما هو برسم بخور الحمام في كل ليلة جمعة عن أربع جمع في الشهر ند مثلث: أربعة مثاقيل عود صيفي: عشرة مثاقيل ما هو برسم الدسيات والجهات والأخوة في كل شهر: ند مثلث خمسة وثلاثون مثقالًا عود صيفي: مائة وعشرون درهمًا زعفران شعر: خمسون درهمًا عنبر خام: عشرون مثقالًا كافور قديم عشرون درهمًا مسك: خمسة عشر مثقالًا ماء ورد: أربعون رطلًا ما هو برسم المائدة الشريفة ما تستلمه المعلمة مسك خمسة عشر مثقالًا ما ورد: خمسة عشر رطلاص ما هو برسم خزانة الشراب الخاص مسك: ثلاثة مثاقيل ند ثلث سبعة مثاقيل عود صيفي: خمسة وثلاثون درهمًا ماء ورد: عشرون رطلًا ما هو برسم بخو المواكب الستة وهي الجمعتان الكائنتان في شهر رمضان برسم الجامعين بالقاهرة يعني الجامع الزهر والجامع الحاكمي والعيدان وغيد الغدير وأول السنة بالجوامع والمصلى ند خاص جملة كثيرة لم تتحقق فتذكر ولم يكن للغرتين غرة السنة وغرة شهر رمضان وفتح الخليج بخور فيذكر وعدة المبخرين في المواكب ستة: ثلاثة عن اليمين وثلاثة عن الشمال وكل منهم مشدود الوسط وفي كمه فحم برسم تعجيل المدخنة والمداخن فضة وحامل الدرج الفضة الذي فيه البخور أحد مقدمي بيت المال وهو فيما بين المبخرين طول الطريق ويضع بيده البخور في المدخنة وإذا مات أحد هؤلاء المبخرين لا يخدم عوضًا عنه إلا من يتبرع بمدخنة فضة لأن لهم رسومًا كثيرة في المواسم مع قربهم في المواكب من الخليفة ومن الوقت الذي يتبرع فيه بالمدخنة حتى يرجع في حاصل بيت المال وإذا توفي حاملها لا ترجع لورثته وعدة ما يبخر في الجوامع والمصلى غير هؤلاء في مداخن كبار في صواني فضة: ثلاثة صوان في المحراب إحداهن وعن يمين المنبر وشماله اثنتان وفي الموضع الذي يجلس فيه الخليفة إلى أن تقام الصلاة صينية رابعة. وأما البخور المطلق برسم المأمون فهو في كل شهر: ند مثلث: خمسة عشر مثقالًا عود صيفي: ستون درهمًا عنبر خام: ستة مثاقيل كافور: ثمانية دراهم زعفران شعر: عشرة دراهم ماء ورد: خمسة عشر رطلًا ومنها مقرر الحلوى والفستق ومما استجد ما يعمل في الإيوان برسم الخاص في كل يوم من الحلوى: اثنا عشر جامًا رطبة ويابسة نصفين وزن كل جام من الرطب: عشرة أرطال ومن اليابس: ثمانية أرطال ومقرر الخشكنانج والبسندور في كل ليلة على الاستمرار برسم الخاص الآمري والمأموني: قنطار واحد سكر ومثقالان مسك وديناران برسم المؤن لعمل خشكنانج وبسندور في قعبان وسلال صفصاف ويحمل ثلثا ذلك إلى القصر والثلث إلى الدار المأمونية. قال وجرت مفاوضة بين متولي بيت المال ودار الفطرة بسبب الأصناف ومن جملتها: الفستق وقلة وجوده وتزايد سعره إلى أن بلغ رطل ونصف: بدينار وقد وقف منها لأرباب الرسوم ما حصل شكواهم بسببه فجاوبه متولي الديوان بأن قال: ما تم موجب الإنفاق لما هو راتب من الديوان وطالعا المقام العالي بأنه لما رسم لهما: ذكرا جميع ما اشتمل عليه ما هو مستقر الإنفاق من قلب الفستق والذي يطلق من لخزائن من قلب الفستق إدرارًا مستقرًا بغير استدعاء ولا توقيع مياومة كل يوم حسابًا في الشهر التام عن ثلاثين يومًا خمسمائة وخمسة وثمانون رطلًا وفي الشهر الناقص عن تسعة وعشرين يومًا خمسمائة وخمسة وستون رطلًا حسابًا عن كل: يوم تسعة عشر رطلًا ونصف من ذلك ما يستلمه الصناع الحلاويون والمستخدمون بالإيوان مما يصنع به خاص خارجًا عما يصنع بالمطابخ الآمرين عن اثني عشر جام حلوى خاص وزنها: مائة وثمانية أرطال منها: رطب ستون رطلًا ويابس وغيره: ثمانية وأربعون رطلًا مما يحمل في يومه وساعته منها ما يحمل مختومًا برسم المائدتين الآمريتين بالباذهنج والدار الجديد اللتين ما يحضرهما إلا من كبرت منزلته وعظمت وجاهته جامان رطبًا ويابسًا وما يفرق في العوالي من الموالي والجهات على أوضاع مختلفة تسع جامات وما يحمل إلى الدار المأمونية برسم المائدة بالداردون السماط: جام واحد. تتمة المياومة المذكورة ما يتسلمه الشاهد والمشارف على المطابخ الآمرية مما يصنع فيها برسم الجامات الحلوى وغيره مما يكون على المدورة في الأسمطة المستمرة بقاعة الذهب في أيام السلام وفي أيام الركوبات وحلول الركاب بالمناظر أربعة أرطال وما يتسلمه الحاج مقبل الفراش برسم المائدة المأمونية مما يوصله لزمام الدار دون المطابخ الرجالية رطلان الحكم الثاني يطلق مشاهرة بغير توقيع ولا استدعاء بأسماء كبراء الجهات والمستخدمين من الأصحاب والحواشي في الخدمة المميزة وهو في الشهر ثلاثة عشررطلاص والديوان شاهد بأسماء أربابه وما يطلقه من هذه الخزائن السعيدة بالاستدعاءات والمطالعات ويوقع عليه بالإطلاق من هذا الصنف في كل سنة على ما يأتي ذكره وما يستدعى برسم التوسعة في الراتب عند تحويل الركاب العالي إلى اللؤلؤة مدة أيام النيل المبارك في كل يوم رطلان وما يستدعى برسم الصيام مدة تسعة وخمسين يومًا رجب وشعبان حسابًا عن كل يوم: رطلان مائة وثمانية عشر رطلًا وما يستدعى لما يصنع بدار الفطرة في كل ليلة برسم الخاص خشكنانج لطيفة وبسندود وجوارشات ونواطف ويحمل في سلال صفصاف لوقته عن مدة أولها مستهل رجب وآخرها سلخ رمضان عن تسعة وثمانين يومًا مائة وثمانية وسبعون رطلًا لكل ليلة: ويسمى ذلك: بالتعبية وما يستدعيه صاحب بيت المال ومتولي الديوان. فيما يصنع بالإيوان الشريف برسم الموالد الشريفة الأربعة: النبوي والعلوي والفاطمي والآمري مما هو برسم الخاص والموالي والجهات بالقصرة الزاهرة والدار المأمونية والأصحاب والحواشي خارجًا عما يطلق مما يصنع بدر الوكالة ويفرق على الشهود والمتصدرين والفقراء والمساكين مما يكون حسابه من غير هذه الخزائن عشرون رطلًا قلب فستق حسابًا لكل يوم مؤبد منها: خمسة أرطال. ما يستدعى برسم ليالي الوقود الأربع الكائنات في رجب وشعبان مما يعمل بالإيوان برسم الخاصيين والقصور خاصة: عشرون رطلًا لكل ليلة خمسة أرطال. وأما ما ينصرف في الأسمطة والليالي المذكورات في الجامع الأزهر بالقاهرة والجامع الظاهري بالقرافة فالحكم في ذلك يخرج عن هذه الخزائن ويرجع إلى مشارف الدار السعيدة وكذلك ما يستدعيه المستخدمون في المطابخ الآمرين من التوسعة من هذا الصنف المذكور في جملة غيره برسم الأسمطة لمدة تسعة وعشرين يومًا من شهر رمضان وسلخه لأسماط فيه وفي الأعياد جميعها بقاعة الذهب وما يستدعيه النائب برسم ضيافة من يصرف من الأمراء في الخدم الكبار ويعود إلى الباب ومن يرد إليه من جميع الضيوف وما يستدعيه المستخدمون في دار الفطرة برسم فتح الخليج وهي الجملتان الكبيرتان فجميع ذلك لم يكن في هذه الخزائن محاسبته ولا ذكر جملته والمعاملة فيه مع مشارف الدار السعيدة وأما: ما يطلق من هذا الصنف من هذه الخزائن في هذه الولائم والأفراح وإرسال الأنعام فهو شيء لم تتحقق أوقاته ولا مبلغ استدعائه أنهى المملوكان ذلك والمجلس فضل السمو والقدرة فيما يأمر به إن شاء الله تعالى. دار التبعية قال ابن المأمون: دار التبعية كانت في الأيام الأفضلية تشتمل على مبلغ يسير فانتهى الأمر فيها إلى عشرة دنانير كل يوم خارجًا عما هو موظف على البساتين السلطانية وهو النرجس والنينوفران الأصفر والأحمر والنخل الموقوف برسم الخاص وما يصل إليه من الفيوم وثغر الإسكندرية ومن جملتها تعبية للجهات والخاص والسيدات ولدار الوزارة وتعبية المناظر في الركوبات إلى الجمع في شهر رمضان خارجًا عن تعبية الحمامات وما يحمل كل يوم من الزهر وبرسم خزانة الكسوة الخاص وبرسم المائدة وتفرقة الثمرة الصيفية في كل سنة على الجهات والأمراء والمستخدمين والحواشي والأصحاب وما يحمل لدار الوزارة والضيوف وحاشية دار الوزارة. خزانة الأدم قال: وأما الراتب من عند بركات الأدمي فإنه في كل شهر ثمانون زوجًا أو طية من ذلك برسم الخاص: ثلاثون زوجًا برسم الجهات: أربعون زوجًا برسم الوزارة: عشرة أزواج خارجًا عن السباعيات فإنها تستدعي من خزانة الكسوة وفي كل موسم تكون مذهبة. خزائن دار أفتكين قال ابن الطوير: وكانت لهم دار كبرى يسكنها: نصر الدولة أفتكين الذي رافق نزار بن المستنصر بالإسكندرية جعلوها: برسم الخزن فقيل: خزائن دار أفتكين وتحتوي على أصناف عديد من الشمع المحمول من الإسكندرية وغيرها وجميع القلوب المأكولة من الفستق وغيرها والأعسال على اختلاف أصنافها والسكرن والقند والشيرج والزيت فيخرج من هذه الخزائن بيد حاميها وهو من الأستاذين المميزين ومشارفها وهو من المعدلين راتب المطابخ: خاصًا وعامًا أو لأيام ينفق منها للمستخدمين ثم لأرباب التوقيعات من الجهات وأرباب الرسوم في كل شهر من أرباب الرتب حتى لا يخرج عما يحتاجونه فيها إلا اللحم والخضراوات فهي أبدًا معمورة بذلك انتهى.خبر نزار وأفتكين: لما مات الخليفة المستنصر بالله أبو تميم معد بن الإمام الظاهر لإعزاز دين الله أبي الحسن علي بن الحاكم بأمر الله أبي علي منصور: في ليلة الخميس الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة بادر الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي إلى القصر وأجلس: أبا القاسم أحمد بن المستنصر في منصب الخلافة ولقبه: بالمستعلي بالله وسير إلى الأمير نزار والأمير عبد الله والأمير إسماعيل: أولاد المستنصر فجاؤوا إليه فإذا أخوهم أحمد وهو أصغرهم قد جلس على سرير الخلافة فامتعضوا لذلك وشق عليهم. وأمرهم الأفضل بتقبيل الأرض وقال لهم: قبلوا الأرض لمولانا المستعلي بالله وبايعهوه فهو الذي نص عليه الإمام المستنصر قبل وفاته بالخلافة من بعده فامتنعوا من ذلك وقال كل منهم: إن أباه قد وعده بالخلافة وقال نزار: لو قطعت من بايعت من هو أصغر مني سنًا وخط والدي عندي بأني ولي عهده وأنا أحضره وخرج مسرعًا ليحضر الخط فمضى لا يدري به أحد وتوجه إلى الإسكندرية. فلما أبطأ مجيئه بعث الأفضل إليه ليحضر بالخط فلم يعلم له خبرًا.فانزعج لذلك انزعاجًا عظيمًا وكانت نفرة نزار من الأفضل لأمور منها: أنه خرج يومًا فإذا بالأفضل قد دخل من باب القصر وهو راكب فصاح به نزار: انزل يا أرمني الجنس فحقدها عليه وصار كل منهما يكره الآخر ومنها: أن الأفضل: كان يعارض نزارًا في أيام أبيه ويستخف به ويضع من حواشيه وأسبابه ويبطش بغلمانه فلما مات المستنصر خافه لأنه كان رجلًا كبيرًا وله حاشية وأعان فقدم لذلك أحمد بن المستنصر بعدما اجتمع بالأمراء وخوفهم من نزار وما زال بهم حتى وافقوه على الإعراض عنه وكان من جملتهم: محمود بن مصال فسير خفية إلى نزار وأعلمه بما كان من اتفاق الأفضل مع الأمراء على إقامة أخيه أحمد وإدارته لهم عنه فاستعد إلى المسير إلى الإسكندرية هو وابن مصال فلما فارق الأفضل ليحضر إليه بخط أبيه خرج من القصر متنكرًا وسار هو وابن مصال إلى الإسكندرية وبها الأمير نصر الدولة أفتكين أحد مماليك أمير الجيوش بدر الجمالي ودخلا عليه ليلًا وأعلماه بما كان من الأفضل وتراميا عليه ووعده نزار بأن يجعله وزيرًا مكان الأفضل فقبلهما أتم قبول وبايع نزارًا وأحضر يتجهز لمحاربتهم وخرج في آخر المحرم سنة ثمان وثمانين بعسكره وسار إلى الإسكندرية فبرز إليه نزار وأفتكين وكانت بين الفريقين عدة حروب شديدة انكسر فيها الأفضل ورجع بمن معه منهزمًا إلى القاهرة فقوي نزار وأفتكين وصار إليهما كثير من العرب واشتد أمر نزار وعظم واستولى على بلاد الوجه البحري وأخذ الأفضل يتجهز ثانيًا إلى المسير لمحاربة نزار ودس إلى أكابر العربان ووجوه أصحاب نزار وأفتكين وصاروا إلى الإسكندرية فنزل الأفضل إليها وحاصرها حصارًا شديدًا وألح في مقاتلتهم وبعث إلى أكابر أصحاب نزار ووعدهم. فلما كان في ذي القعدة وقد اشتد البالء من الحصار جمع ابن مصال ماله وفر في البحر إلى جهة بلاد المغرب ففت ذلك في عضد نزار وتبين فيه الانكسار واشتد الأفضل وتكاثرت جموعه فبعث نزار وأفتكين إليه يطلبان الأمان منه فأمنهما ودخل الإسكندرية وقبض على نزار وأفتكين وبعث بهما إلى القاهرة فأما نزار: فإنه قتل في القصر بأن أقيم بين حائطين بنيا عليه فمات بينهما وأما أفتكين فإنه قتله الأفضل بعد قدومه ودار أفتكين هذه كانت خارج خزانة البنود البنود: هي الرايات والأعلام ويشبه أن تكون هي التي يقال لها في زمننا: العصائب السلطانية وكانت خزانة البنود ملاصقة للقصر الكبير ومن حقوقه فيما بين قصر الشوك وباب العيد بناها: الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم علي بن الحاكم بأمر الله وكان فيها ثلاثة آلاف صانع مبرزين في سائر الصنائع وكانت أيام الظاهر هذا سكونًا وطمأنينة وكان مشتغلًا بالأكل والشرب والنزه وسماع الأغاني. وفي زمانه تأنق أهل مصر والقاهرة في اتخاذ الأغاني والرقاصات وبلغ من ذلك المبالغ العجيبة واتخذت له حجرة المماليك وكانوا يعلمونهم فيها أنواع العلوم وأنواع آلة الحرب وصنوف حيلها من الرماية والمطاعنة والمسابقة وغير ذلك.وقال في كتاب الذخائر والتحف: ولما وهب السلطان يعني الخليفة المستنصر لسعد الدولة المعروف بسلام عليك ما في خزانة البنود من جميع المتاع والآلات وغير ذلك في اليوم السادس من صفر سنة إحدى وستين وأربعمائة حمل جميعه ليلًا وكان فيما وجد سعد الدولة فيها ألفًا وتسعمائة درقة إلى ما سوى ذلك من آلات الحرب وما سواه وغير ذلك من القضي الفضة والذهب والبنود وما سواه وفي خلال ذلك سقط من بعض الفراشين: مقط شمع موقد نارًا فصادف هناك أعدال كتان ومتاعًا كثيرًا فاحترق جميعه وكانت لتلك غلبة عظيمة وخوف شديد فيما يليها من القصر ودور العامة والأسواق. وأعلمني من له خبرة بما كان في خزانة البنود أن مبلغ ما كان فيها من سائر الآلات والأمتعة والذخائر لا يعرف له قيمة عظمًا وإن المنفق فيها كل سنة: من سبعين ألف دينار إلى ثمانين ألف دينار من وقت دخول القائد جوهر وبناء القصر من سنة ثمان وخمسين وثلثمائة إلى هذا الوقت وذلك زائد عن مائة سنة وإن جميعه باق فيها على الأيام لم يتغير وإن جميعه احرق حتى لم يبق منه باقية ولا أثر وإنه احترق في هذه الليلة من قربات النفط عشرات ألوف ومن زراقات النفط أمثالها فأما الدرق والسيوف والرماح والنشاب فلا تحصى بوجه ولا سبب مع ما فيها من قضب الفضة وثيابها المذهبة وغيرها والبنود المجملة وسروج ولجم وثياب الفرحية المصبغات والبنادين وغيرها بعد أن أخذوا ما قدروا عليه حتى لواء الحمد وسائر البنود وجميع العلامات والألوية. وحدثني من أثق به أيضًا: أنه احترق فيها من السيوف عشرات ألوف وما لا يحصى كثرة وإن السلطان بعد ذلك بمدة طويلة احتاج إلى إخراج شيء من السلاح لبعض مهماته فأخرج من خزانة واحدة مما بقي وسلم خمسة عشر ألف سيف مجوهرة سوى غيرها. وجعلت خزانة البنود بعد هذا الحريق حبسًا وفيها يقول القاضي المهذب بن الزبير لما اعتقل بها وكتب بها للكامل بن شاور: أيا صاحبي سجن الخزانة خليا نسيم الصبا يرسل إلى كبدي نفحا وقولا لضوء الصبح هل أنت عائد إلى نصري أم لا أرى بعدها صبحا ولا تيأسا من رحمة الله أن أرى سريعًا بفضل الكامل العفو والصفحا وقال: أيا صاحبي سجن الخزانة خليا من الصبح ما يبدو سناه لناظري فوالله ما أدري أطرفي ساهر على طول هذا الليل أم غير ساهر وما لي من أشكو إليه إذا كما سوى ملك الدنيا شجاع بن شاور واستثمرت سجنًا للأمراء والوزراء والأعيان إلى أن زالت الدولة فاتخذها ملوك بني أيوب أيضًا سجنًا تعتقل فيه الأمراء والمماليك. ومن غريب ما وقع بها أن الوزير: أحمد بن علي الجرجرائي: لما توفي طلب الوزارة: الحسن بن علي الأنباري: فأجيب إليها فتعجل من سوء التدبير قبل تمامه ما فوته مراده وضيع ماله ونفسه وذلك أنه كان قد نبغ في أيام الحاكم بأمر الله أخوان يهوديان: بتصرف أحدهما في وهما: أبو سعد إبراهيم وأبو نصر هارون ابنا سهل التستري واشتهر من أمرهما في البيوع وإظهار ما يحصل عندهما من الودائع الخفية لمن يفقد من التجار في القرب والبعد ما ينشأ به جميل الذكر في الآفاق فاتسع حالهما لذلك واستخدم الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله: أبا سعد إبراهيم بن سهل التستري في ابتياع ما يحتاج إليه من صنوف الأمتعة وتقدم عنده فباع له جارية سوداء فتحظى بها الظاهر وأولدها: ابنه المستنصر فرعت لأبي سعد ذلك فلما أفضت الخلافة إلى المستنصر ولدها قدمت: أبا سعد وتخصصت به في خدمتها. فلما مات الوزير الجراجرائي وتكلم ابن الأنباري في الوزارة قصده أبو نصر أخو أبي سعد فجبه أحد أصحابه بكلام مؤلم فظن أبو نصر أن الوزير ابن الأنباري إذا بلغه ذلك ينكر على غلامه ويعتذر إليه فجاء منه خلاف ما ظنه وبلغه عنه أضعاف ما سمعه من الغلام فشكا ذلك إلى أخيه أبي سعد وأعلمه بأن الوزير متغير النية لهما فلم يفتر أبو سعد عن ابن الأنباري وأغرى به أم المستنصر مولاته فتحدثت مع ابنها الخليفة المستنصر في أمره حتى عزله عن الوزارة فسعى أبو سعد عند أم المستنصر: لأبي نصر صدقة بن يوسف الفلاحي في الوزارة فاستوزره المستنصر وتولى أبو سعد الإشراف عليه وصار الوزير الفلاحي منقادًا لأبي سعد تحت حكمه وأخذ الفلاحي يعمل على ابن الأنباري ويغري به ويصنع عليه ديونًا ويذكر عنه ما يوجب الغضب عليه حتى تم له ما يريد فقبض عليه وخرج عليه من الدواوين أموالًا كثيرة مما كان يتولاه قديمًا وألزمه بحملها ونوع له أصناف العذاب واستصفى أمواله وهو معتقل بخزانة البنود ثم قتله في يوم الاثنين الخامس من المحرم سنة أربعين وأربعمائة بها فاتفق أن الفلاحي لما صرف عن الوزارة اعتقل بخزانة البنود حيث كان ابن الأنباري قد قتل بها وحفر له ليدفن فظهر في الحفر رأس ابن الأنباري قبل أن يمضي فيه القتل فقال لا إله إلا الله: هذا رأس ابن الأنباري أنا قتلته ودفنته ههنا وأنشد: رب لحد قد صار لحدًا مرارًا ضاحكًا من تزاحم الأضداد فقتل ودفن في تلك الحفرة مع ابن الأنباري فعد ذلك من غرائب الاتفاق. ثم إن خزانة البنود جعلت منازل للأسرى من الفرنج المأسورين من البلاد الشامية أيام كانت محاربة المسلمين لهم فأنزل بها الملك الناصر محمد بن قلاون: الأسارى بعد حضوره من الكرك وأبطل السجن بها فلم يزالوا فيها بأهاليهم وأولادهم في أيام السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون فصار لهم فيها أفعال قبيحة وأمور منكرة شنيعة من التجاهر: ببيع الخمر والتظاهر بالزنا واللياطة وحماية من يدخل إليها من أرباب الديون وأصحاب الجرائم وغيرهم فلا يقدر أحد ولو جل على أخذ من صار إليهم واحتمى بهم. والسلطان يغضي عنهم لما يرى في ذلك من مراعاة المصلحة والسياسة التي اقتضاها الحال من مهادنة ملوك الفرنج وكان يسكن بالقرب منها الأمير الحاج آل ملك الجوكندار ويبلغه ما يفعله الفرنج من العظائم الشنيعة فلا يقدر على منعهم وفحش أمرهم فرفع الخبر إلى السلطان وأكثر من شكايتهم غير مرة والسلطان يتغافل عن ذلك إلى أن كثرت مفاوضة الحاج آل ملك للسلطان في أمرهم فقال له السلطان: أتنقل أنت عنهم يا أمير فلم يسعه إلا الإعراض عن ذلك وعمر داره التي بالحسينية والإصطبل والجامع المعروف: بآل ملك والحمام والفندق وانتقل من داره التي كان فيها بجوار خزانة البنود وسكن بالحسينية إلى أن مات السلطان الملك الناصر في أخريات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وتنقل الملك في أولاده إلى أن جلس الملك الصالح عماد الدين إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون وضرب شورى على من يكون نائب السلطنة بالديار المصرية يدبر أحوال المملكة كما كانت العادة ي ذلك مدة الدلة التركية فأشير بتولية الأمير: بدر الدين جنكل بن البابا فتنصل من ذلك وأبى قبوله فعرضت النيابة على الأمير الحاج آل مالك فاستبشر وقال: لي شروط أشرطها على السلطان فإن أجابني إليها فعلت ما يرسم به. وهي أن لا يفعل شيء في المملكة إلا برأيي وأن يمنع الناس من شرب الخمر ويقام منار الشرع ولا يعترض على أمر من الأمور فأجيب إلى ما سأل وأحضرت التشاريف فأفيضت عليه بالجامع من قلعة الجبل في يوم الجمعة الثاني عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وسبعمائة وأصبح يوم السبت جالسًا في دار النيابة من القلعة وحكم بين الناس وأول ما بدأ به: أن أمر والي القاهرة بالنزول إلى خزانة البنود وأن يحتاط على جميع ما فيها من الخمر والفواحش ويخرج الأسرى منها ويهدمها حتى يجعلها دكًا ويسوي بها الأرض فنزل إليها ومعه الحاجب في عدة وافرة وهجموا على من فيها وهم آمنون وأحاطوا بسائر ما تشتمل عليه وقد اجتمع من العامة والغوغاء ما لا يقع عليه حصر فأراقوا منها خمورًا كثيرة تتجاوز الحد في الكثرة وأخرج من كان فيها من النساء البغايا وغيرهن من الشباب وأرباب الفساد وقبض على الفرنج والأرمن وهدمها حتى لم يبق لها أثر ونودي في الناس فحكروها وبنوا فيها الدور والطواحين على ما هي عليه الآن وأمر بالأسرى فأنزلوا بالقرب من المشهد النفيسي بجوار كيمان مصرفهم هناك إلى الآن وأنزل من كان منهم أيضًا بقلعة الجبل فأسكنوا معهم وطهر الله تلك الأرض منهم وأراح العباد من شرهم فإنها كانت شر بقعة من بقاع الأرض يباع فيها لحم الخنزير على الوضم كما يباع لحم الضأن ويعصر فيها من الخمور كل سنة ما لا يستطيع أحد حصره حتى يقال: إنه كان يعصر به في كل سنة: اثنان وثلاثون ألف جرة خمرة ويباع فيها دار الفطرة قال ابن الطوير: دار الفطرة خارج القصر بناها: العزيز بالله وهو أول من بناها وقرر فيها ما يعمل مما يحمل إلى الناس في العيد وهي قبالة باب الديلم من القصر الذي يدخل منه إلى المشهد الحسيني ويكون مبدأ الاستعمال فيها وتحصيل جميع أصنافها من السكر والعسل والقلوب والزعفران والطيب والدقيق لاستقبال النصف الثاني من شهر رجب كل سنة ليلًا ونهارًا من الخشكنانج والبسندود وأنصاف الفانيذ الذي يقال له: كعب الغزال والبرماورد والفستق وهو شوابير مثال الصنج والمستخدمون يرفعون ذلك إلى أماكن وسيعة مصونة فيحصل منه في الحاصل شيء عظيم هائل بيد مائة صانع للعلاويين مقدم وللخشكانيين آخر ثم يندب لها مائة فراش لحمل طيافير للتفرقة على أرباب الرسوم خارجًا عمن هو مرتب لخدمتها من الفراشين الذين يحفظون رسومها ومواعينها الحاصلة بالدائم وعدتهم: خمسة فيحضر إليها الخليفة والوزير معه ولا يصحبه في غيرها من الخزائن لأنها خارج القصر وكلها للتفرق فيجلس على سريره بها ويجلس الوزير على كرسي ملين على عادته في النصف الثاني من شهر رمضان ويدخل معه قوم من الخواص ثم يشاهد ما فيها من تلك الحواصل المعمولة المعباة مثل الجبال من كل صنف فيفرقها من ربع قنطار إلى عشرة أرطال إلى رطل واحد ثم ينصرف الخليفة والوزير بعد أن ينعم على مستخدميها بستين دينارًا ثم يحضر إلى حاميها ومشارفها الأدعية المعمولة المخرجة من دفتر المجلسن كل دعو لتفريق فريق من خاص وغيره حتى لا يبقى أحد من أرباب الرسوم إلا واسمه وارد في دعو من تلك الأدعية ويندب صاحب الديوان الكتاب المسلمين في الديوان فيسيرهم إلى مستخدميها فيسلم كل كاتب دعوًا أو دعوين أو ثلاثة على كثرة ما يحتويه وقلته ويؤمر بالتفرقة من ذلك القوم فيقدمون أبدًا مائتي طيفور من العالي والوسط والدون فيحملها الفراشون برقاع من كتاب الأدعية باسم صاحب ذلك الطيفور علا أو دنا وينزل اسم الفراش بالدعو أو عريفه حتى لا يضيع منها شيء ولا يختلط ولا يزال الفراشون يخرجون بالطيافير ملأى ويدخلون بها فارغة فبمقدار ما تحمل المائة الأولى عبيت المائة الثانية فلا يفتر ذلك طول التفرقة فأجل الطيافير ما عدد خشكنانه مائة حبة ثم إلى سبعين وخمسين ويكون على صاحب المائة طرحة فوق قوارته ثم إلى خمسين ثم إلى ثلاث وثلاثين ثم إلى خمس وعشرين ثم إلى عشرين ونسبة منثور كل واحد على عدد خشكنانه ثم العبيد السودان بغير طيافير كل طائفة يتسلمه لها عرفاؤها في أفراد الخواص لكل طائفة على مقدارها الثلاثة الأفراد والخمسة والسبعة إلى العشرة فلا يزالون كذلك إلى أن ينقضي شهر رمضان ولا يفوت أحدًا من شيء من ذلك ويتهاداه الناس في جميع الإقليم. قال: وما ينفق في دار الفطرة فيما يفرق على الناس منها: سبعة آلاف دينار. وقال ابن عبد الظاهر: دار الفطرة بالقاهرة قبالة مشهد الإمام الحسين عليه السلام وهي الفندق الذي بناه الأمير سيف الدين بهادر الآن في سنة: ست وخمسين وستمائة أول من رتبها الإمام العزيز بالله وهو أول من سنها وكانت الفطرة قبل أن ينتقل الأفضل إلى مصر تعمل بالإيوان وتفرق منه وعندما تحول إلى مصر نقل الدواوين من القصر إليها واستجد لها مكانًا قبالة دار الملك بإيواني المكاتبات والإنشاء فإنهما كانا بقرب الدار ويتوصل إليهما من القاعة الكبرى التي فيها جلوسه ثم استجد للفطرة دارًا عملت بعد ذلك وراقة وهي الآن دار الأمير عز الدين الأفرم بمصر قبالة: دار الوكالة وعملت بها الفطرة مدة وفرق منها إلا ما يخص الخليفة والجهات والسيدات والمستخدمات والأستاذين فإنه كان يعمل بالإيوان على العادة. ولما توفي الأفضل وعادت الدواوين إلى مواضعها أنهى: خاصة الدولة ريحان وكان يتولى بيت المال إن المكان بالإيان يضيق بالفطرة فأمره المأمون أن يجمع المهندسين ويقطع قطعة من اصطبل الطارمة يبنيه دار الفطرة فأنشأ الدار المذكورة قبالة مشهد الحسين والباب الذي بمشهد الحسين يعرف: بباب الديلم وصار يعمل بها ما استجد من رسوم المواليد والوقودات وعقد لها جملتان إحداهما: وجدت فسطرت وهي عشرة آلاف دينار خارجًا عن جواري المستخدمين والجملة الثانية: فصلت فيها الأصناف وشرحها: دقيق ألف حملة سكر: سبعمائة قنطار قلب فستق: ستة قناطير قلب لوز: ثمانية قناطير قلب بندق: أربعة قناطير تمر: أربعمائة إردب زبيب: ثلثمائة أردب خل: ثلاثة قناطير عسل نحل: خمسة عشر قناطارًا شيرج: مائتا قنطار حطب: ألف ومائتا حملة سمسم أردبان آنيسون أردبان زيت طيب برسم الوقود ثلاثون قنطارًا ماء ورد خمسون رطلًا مسك خمس نواقج كافور قديم مثاقيل زعفران مطحون مائة وخمسون درهمًا وبيد الوكيل برسم المواعين والبيض والسقائين وغير ذلك من المؤمن على ما يحاسب به وبرفع المحازيم خمسمائة دينار. ووجدت بخط ابن ساكن قال: كان المرتب في دار الفطرة ولها ما يذكر وهو زيت طيب برسم القناديل خمسة عشر قنطارًا: مقاطع سكندري برسم القوارات: ثلثمائة مقطع طيافير جدد: برسم السماط ثلثمائة طيفور شمع برسم السماط وتوديع الأمراء ثلاثون قنطارًا أجرة الصناع ثلثمائة دينار جاري الحامي: مائة وعشرون دينارًا جاري العامل والمشارف مائة وثمانون دينارًا وشقة ديبقي بياض حريري ومنديل ديبقي كبير حيري وشقة سقلاطون أندلسي يلبسها قدام الفطرة يوم حملها ليفرق طيافير الفطرة على الأمراء وأرباب الرسومات وعلى طبقات الناس حتى يعم الكبير والصغير والضعيف والقوي ويبدأ بها من أول رجب إلى ذكر ما اختص من صفة الطيافير: الأعلى منها: طيفور فيه مائة حبة خشكنانج وزنها مائة رطل وخمسة عشر قطعة حلاوة زنتها مائة رطل سكر سليماني وغيره عشرة أرطال قلوبات ستة أرطال بسندود عشرون حبة كعك وزبيب وتمر قنطار جملة الطيفور ثلاثة قناطير وثلث إلى ما دون ذلك على قدر الطقبات إلى عشر حبات. وقال ابن أبي طي: وعمل المعز لدين الله دارًا سماها: دار الفطرة فكان يعمل فيها من الخشكنانج والحلواء والبسندود والفانيذ والكعك والتمر والبندق شيء كثير من أول رجب إلى نصف رمضان فيفرق جميع ذلك في جميع الناس الخاص والعام على قدر منازلهم في أوان لا تستعاد وكان قبل ليلة العيد يفرق على الأمراء الخيول بالمراكب الذهب والخلع النفيسة والطراز الذهب والثياب برسم النساء.
|